واصلت أسعار الذهب (XAU/USD) مسارها الصعودي القوي مطلع الأسبوع الجديد، لتسجل مستوى قياسياً جديداً عند حدود 3617 دولاراً للأونصة خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين. وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بضعف الدولار الأمريكي، الذي يتداول قرب أدنى مستوياته منذ أواخر يوليو، وسط تصاعد توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي عقب بيانات التوظيف الأمريكية المخيبة للآمال. أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) لشهر أغسطس إضافة 22 ألف وظيفة فقط، مقابل توقعات بـ75 ألف وظيفة، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%. هذه البيانات عززت الرهانات على نهج أكثر تيسيراً من قبل الفيدرالي، مع تسعير الأسواق لاحتمال خفض الفائدة بمقدار 25 إلى 50 نقطة أساس في سبتمبر، بالإضافة إلى توقعات بعمليات خفض إضافية خلال بقية العام.
الزخم الإيجابي للذهب تدعمه أيضاً مشتريات البنوك المركزية المستمرة للمعادن النفيسة، ما يعكس الطلب المستدام حتى عند المستويات المرتفعة الحالية. ومع ذلك، يظل المعدن في حالة تشبع شرائي على المدى القصير، وهو ما قد يحد من مكاسب إضافية سريعة، خاصة في ظل تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية. من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه الصعودي مسيطراً على تحركات الذهب، لكن الأنظار تتجه هذا الأسبوع إلى بيانات التضخم الأمريكية (CPI وPPI)، التي من المتوقع أن تكون المحرك الأبرز للدولار وللمسار القادم للمعدن النفيس. أي إشارات إضافية على تراجع الضغوط التضخمية قد تعزز التوقعات بخفض الفائدة، ما يمنح الذهب دفعة جديدة لتوسيع مكاسبه فوق الحاجز النفسي عند 3600 دولار.