يواصل الدولار الأمريكي التداول بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، مدعوماً بتباين توقعات المستثمرين بشأن قرار الفائدة الأمريكي في ديسمبر. ورغم بقاء مؤشر الدولار DXY حول مستوى 100.18، فإن العملة لا تزال تفتقر إلى محفز قوي يدفعها لاختراق مستويات مقاومة حاسمة. ويعود ذلك إلى حالة عدم اليقين التي خلقتها تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، فبينما أظهر كل من والر ودالي دعماً لخفض الفائدة خلال ديسمبر، ما رفع احتمال الخفض إلى 77%، ما زالت الأسواق منقسمة حول سرعة وتيرة التيسير النقدي المقبلة، خاصة أن توقعات التخفيضات حتى نهاية 2026 ظلت ثابتة نسبياً عند نحو 90 نقطة أساس. ومع دخول الفيدرالي في فترة التعتيم قريباً، يتوقع المحللون هدوءاً نسبياً في تدفق التصريحات، لكن هذا الهدوء يزيد في الوقت نفسه من حساسية الأسواق لأي بيانات اقتصادية مفاجئة قد تعيد تشكيل توقعات السياسات النقدية في اللحظات الأخيرة قبل الاجتماع.
من الناحية الفنية، يعكس أداء مؤشر الدولار نمط قمة دوّارة يشير إلى ضعف الزخم الصعودي في الارتداد الأخير، ما يفتح الباب أمام احتمالات تحركات جانبية في المدى القريب. وتُظهر المؤشرات الفنية أن المسار قد يظل محصوراً بين مستويات دعم مهمة عند 99.50–99.70 ثم 99.10، وهي مناطق ترتبط بتراجعات فيبوناتشي والمتوسط المتحرك لـ21 يوماً. وفي المقابل، تبقى منطقة 100.60 مقاومة رئيسية تتطلب اختراقاً قوياً لتأكيد استعادة الزخم الصاعد. وتوضح هذه التكوينات الفنية أن المستثمرين ينتظرون “المحفز المحوري”، سواء من بيانات اقتصادية أو من قرار الفائدة في ديسمبر، لتحديد الاتجاه النهائي للدولار. وحتى حدوث ذلك، من المرجح أن يظل الدولار يتحرك ضمن نطاق محدود، لكن مع بقاء احتمالات التقلب مرتفعة إذا تغيرت توقعات الأسواق بشكل مفاجئ.