شهد الجنيه الإسترليني (GBP) بعض التعافي يوم الأربعاء بعد التراجعات الأخيرة، حيث ارتد من أدنى مستوى له منذ أربعة أسابيع تقريباً ليتداول بالقرب من 1.3400 مقابل الدولار الأمريكي. جاء هذا الانتعاش مع توقف ارتفاع عوائد السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عاماً، والتي شهدت في الأيام الماضية قفزات حادة عكست مخاوف الأسواق بشأن تنامي مستويات الاقتراض الحكومي. في الوقت ذاته، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) من قمته اليومية قرب 98.60، ما منح الجنيه متنفساً إضافياً بعد ضغوط بيعية قوية دفعته إلى مستويات منخفضة مطلع الأسبوع.
على صعيد أوسع، لا تزال تحركات العملات مرتبطة بالتقلبات في سوق السندات العالمية، حيث ارتفعت العوائد طويلة الأجل بشكل ملحوظ في الاقتصادات الكبرى، في ظل توقعات المستثمرين بأن الحكومات لن تتمكن من معالجة العجز المالي المتنامي بسرعة. المحللون في بنك أستراليا الوطني أوضحوا أن الثقة في التزام الحكومات بالتحكم في مستويات الدين آخذة في التآكل، وهو ما يبرر الارتفاع المستمر في تكاليف الاقتراض. وفي بريطانيا تحديداً، يضيف الغموض المرتبط بميزانية الخريف ضغوطاً إضافية على الجنيه، إذ يترقب المستثمرون ما إذا كانت الحكومة ستلجأ إلى خفض الإنفاق أو رفع الضرائب لتعويض النفقات الاجتماعية المتزايدة. وفي الوقت ذاته، يتحول التركيز نحو بيانات الوظائف الشاغرة ودوران العمالة JOLTS الأمريكية، والتي ستوفر إشارات جديدة حول متانة سوق العمل في الولايات المتحدة، وبالتالي توجهات الدولار خلال الفترة المقبلة.
