شهدت السندات الحكومية البريطانية (Gilts) أداءً ضعيفاً يوم أمس، حيث تراجعت أمام نظيراتها الألمانية بمقدار 5 نقاط أساس على السندات لأجل 10 سنوات، في إشارة إلى تزايد الضغوط على أدوات الدين البريطانية. ووفقاً لمحللي بنك ING، فإن العائد على السندات المرتبطة بالتضخم لأجل 30 عامًا ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 1998، متجاوزاً مستويات أزمة حكومة ليز تراس، وهو ما يعكس مخاوف الأسواق من استمرار الضغوط التضخمية.
توقعات السوق تشير إلى أن الضغوط قد تتواصل مع إعلان مكتب إدارة الدين البريطاني عن مزادات مشتركة في أكتوبر ونوفمبر، إلى جانب الترقب لمراجعة وكالة فيتش لتصنيف الائتمان السيادي للمملكة المتحدة يوم الجمعة، وهو ما يزيد حالة الحذر في الأسواق. أما على صعيد العملة، فقد تبع الجنيه الإسترليني هذا التراجع في السندات، مما سمح لزوج اليورو/إسترليني بالعثور على دعم إضافي. ومع ذلك، يترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) المقرر صدورها صباح الغد، والتي تعد الحدث الأبرز للجنيه الإسترليني هذا الأسبوع.
التوقعات تشير إلى تسارع التضخم الرئيسي إلى 3.7% وتضخم الخدمات إلى 4.8%، ما قد يعزز من إعادة تسعير الأسواق لاحتمالات تشديد إضافي في السياسة النقدية من بنك إنجلترا. وقد أدى ذلك بالفعل إلى تراجع رهانات الأسواق على خفض الفائدة قبل نهاية العام إلى ما دون 50% مؤخراً. في ضوء ذلك، يرى المحللون أن المخاطر تميل لصالح صعود الجنيه الإسترليني إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، مع احتمالية تزايد فرص كسر مستوى 0.860 لزوج يورو/إسترليني في الأجل القريب.