يتداول الجنيه الإسترليني (GBP) مقابل الدولار الأمريكي (USD) في نطاق هبوطي معتدل خلال الجلسة الأوروبية يوم الخميس، حيث لامس مستوى 1.3435 تقريباً. يأتي هذا التراجع في أعقاب خطابات أعضاء بنك إنجلترا أمام لجنة الخزانة البريطانية، والتي أشار خلالها المحافظ أندرو بيلي إلى وجود شكوك كبيرة بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، مؤكداً أن الضغوط التضخمية لا تزال تمثل تحدياً أمام صناع القرار. هذه التصريحات أضعفت التوقعات بشأن تسريع التيسير النقدي، وهو ما انعكس سلباً على أداء العملة البريطانية. في الوقت ذاته، تمكن الدولار الأمريكي من استعادة بعض مكاسبه بعد التصحيح الذي شهده يوم الأربعاء، حيث ارتفع مؤشر الدولار (DXY) إلى نحو 98.25 نقطة. وقد جاء هذا الدعم وسط حالة من الحذر في الأسواق قبيل صدور بيانات أمريكية مهمة، أبرزها تقرير التغير في التوظيف بالقطاع الخاص الصادر عن مؤسسة ADP وبيانات مؤشر مديري المشتريات ISM الخدمي لشهر أغسطس، وهما مؤشرين رئيسيين قد يحددان مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وكان الدولار قد تعرض لضغوط في الجلسة السابقة بعد صدور بيانات فرص العمل الأمريكية (JOLTS) لشهر يوليو، والتي أظهرت تراجعاً إلى 7.18 مليون وظيفة جديدة، مقارنة بالتوقعات البالغة 7.4 مليون، والقراءة السابقة عند 7.35 مليون. هذه الأرقام الضعيفة دعمت توقعات السوق بتوجه الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في سبتمبر. ومع ذلك، يظل المستثمرون حذرين في تداولاتهم بانتظار البيانات الأحدث لتأكيد الاتجاه. بهذا المشهد، يبقى زوج GBP/USD تحت ضغط مزدوج من المخاوف بشأن السياسة النقدية في المملكة المتحدة وقوة الدولار الأمريكي المدعومة بالرهانات على خفض الفائدة الأمريكي، مما يجعل البيانات القادمة حاسمة لتحديد مسار الزوج في الأجل القريب.