تواصل أسعار الغاز الأوروبية تسجيل حالة من الاستقرار الملحوظ مع اقتراب موسم التدفئة، حيث يتأرجح الغاز القياسي TTF حول مستوى 32 يورو لكل ميغاوات ساعة منذ نهاية يونيو، وهو مستوى قريب من أدنى نقطة هذا العام البالغة قليلاً فوق 30 يورو. ويعود هذا الهدوء النسبي في السوق إلى تحسن مستويات التخزين الأوروبية بشكل واضح، بعدما ارتفعت بنحو 50 نقطة مئوية منذ أدنى مستوياتها في مارس لتصل مؤخراً إلى نحو 82%. هذا التحسن جاء بعد فترة من القلق التي أعقبت شتاءً بارداً أنهى الموسم بمستويات تخزين منخفضة بلغت حوالي 33%، ما أثار المخاوف من صعوبة إعادة تعبئة المخزونات قبل الشتاء المقبل. لكن زيادة واردات الغاز خلال الربع الثاني أسهمت في تبديد هذه المخاطر بشكل كبير.
على جانب العرض العالمي، لعبت الولايات المتحدة دوراً محورياً في استقرار السوق عبر توسيع صادراتها من الغاز الطبيعي المسال LNG. فمع بدء تشغيل محطات تصدير جديدة مثل بلاكيمينز المرحلة 1 وكوربوس كريستي المرحلة 3، ارتفعت الصادرات الأمريكية بأكثر من 20% في النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) زيادة تصل إلى 25% للعام بأكمله. هذه الطفرة في الإمدادات عززت الثقة في توافر الغاز، خصوصاً مع تقليص اعتماد أوروبا على روسيا. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخراً أنه سينهي جميع وارداته من الغاز الطبيعي المسال الروسي بحلول أوائل 2027، أي قبل الموعد المخطط بعام كامل، ما يعكس تسارع وتيرة التحول نحو مصادر أكثر أماناً واستدامة.
