أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أنه سيلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ هذا الأسبوع في ماليزيا في محاولة جديدة لاحتواء التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف فيها الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية بأنها “غير مستدامة”. وأكد بيسنت أن الاجتماع يهدف إلى تفادي موجة جديدة من الرسوم الجمركية التي هددت بها الولايات المتحدة اعتباراً من 1 نوفمبر/تشرين الثاني، موضحاً في منشور عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) أنه أجرى مكالمة مطوّلة مع المسؤول الصيني ناقشا خلالها “قضايا جوهرية في العلاقات الاقتصادية الثنائية”، واتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات المباشرة قريباً.
من جانبها، ذكرت وكالة شينخوا الرسمية أن الجانبين أجريا “مناقشات بنّاءة وصريحة”، في إطار الجهود الرامية إلى تجديد الهدنة التجارية التي كانت قد وُقّعت قبل ستة أشهر وتنتهي في 10 نوفمبر المقبل. ويُتوقع أن يكون اختيار ماليزيا كموقع للاجتماع خطوة رمزية، كونها دولة محورية في سلاسل الإمداد الآسيوية وتتعامل تجارياً مع كل من الصين والولايات المتحدة. وكان ترامب قد صعّد من لهجته تجاه بكين أمس، متهماً إياها بالتسبب في أزمة القيود المفروضة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي عناصر أساسية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، مهدداً بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية إن لم تُلغَ تلك القيود.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، أقر ترامب بأن الرسوم الحالية “ليست مستدامة” لكنها ضرورية للضغط على الصين، مضيفاً: “اضطروني للقيام بذلك”. كما أعلن عن اجتماع مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال أسبوعين، مؤكداً أنه يسعى إلى اتفاق تجاري عادل. من جهتها، حذرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، من أن استمرار التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% على المدى الطويل، داعيةً الطرفين إلى التهدئة والحوار البنّاء. وساهمت تصريحات ترامب الإيجابية حول الحوار مع الصين في تحسين مزاج الأسواق الأمريكية، إذ أنهت مؤشرات وول ستريت تعاملاتها على ارتفاع بعد أن قلّص المستثمرون مخاوفهم من تصعيد جديد في الحرب التجارية الأمريكية الصينية.