<p تتفاوت توقعات الخبراء بشأن حركة سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار خلال العام المقبل، رغم تحسن ملحوظ في مصادر العملة الأجنبية التي تدعم الاقتصاد الوطني.
ويشير المحللون إلى أن سعر الدولار يتحدد بناءً على معادلة العرض والطلب التي قد تتغير خلال العام، مع طرح ثلاثة سيناريوهات محتملة تشمل الاستقرار النسبي، أو تعرض السوق لاضطرابات داخلية، أو ضغوط خارجية قد تؤثر على التوازن النقدي.
شهد سعر الدولار تراجعاً ملحوظاً مقابل الجنيه خلال 2023، حيث انخفض من أكثر من 51 جنيهاً في يونيو إلى ما دون 47 جنيهاً في نوفمبر، ليستقر حالياً بين 47.20 و47.80 جنيهاً للبيع.
الاستقرار النسبي هو السيناريو المرجح
أكد هيثم فهمي، خبير أسواق المال، أن هناك ثلاثة احتمالات لتحركات سعر الدولار في 2026، مع ترجيح الاستقرار عند مستوى 47 جنيهاً، في حين قد يصل السعر إلى 49 جنيهاً في السيناريو المتشائم، أو ينخفض إلى 45 جنيهاً في السيناريو المتفائل.
وأوضح فهمي أن تحديد سعر الصرف يعتمد على حجم التدفقات الدولارية من خمسة مصادر رئيسية: الصادرات، تحويلات المصريين بالخارج، السياحة، قناة السويس، والاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. كما يأخذ في الاعتبار توقعات انخفاض التضخم وقرارات السياسة النقدية المتعلقة بأسعار الفائدة.
من جهته، توقع فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن ينخفض سعر الدولار إلى حوالي 47 جنيهاً أو أقل خلال 2026، مستنداً إلى التدفقات النقدية المتوقعة التي تقدر بنحو 135 مليار دولار خلال العام المالي الحالي.
تتوزع هذه التدفقات بين 40 مليار دولار من تحويلات المصريين بالخارج، 55 مليار دولار من الصادرات، 18 مليار دولار من السياحة، 12 مليار دولار من قناة السويس وخدمات التعهيد، بالإضافة إلى 10 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأشار الفقي إلى قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الدولارية خلال الأشهر الماضية، متوقعاً استمرار تحقيق الفوائض التي تعزز السيولة في الجهاز المصرفي وتدعم استقرار الجنيه.
كما ترى شركة “فيتش سوليوشنز” للأبحاث أن سعر الدولار سيظل مستقراً تقريباً بين 47 و49 جنيهاً خلال 2026.
