شهد زوج اليورو/الجنيه الإسترليني (EUR/GBP) انخفاضاً ملحوظاً باتجاه منطقة 0.8650 في تداولات الأربعاء، بعد صدور بيانات ضعيفة عن الإنتاج الصناعي الألماني، حيث تراجع بنسبة 4.3% على أساس شهري و3.9% على أساس سنوي في أغسطس، متجاوزاً توقعات السوق بهبوط طفيف فقط. تعكس هذه الأرقام تباطؤ النشاط الصناعي في أكبر اقتصاد أوروبي، وهو ما أثار مخاوف جديدة حول قوة التعافي الاقتصادي لمنطقة اليورو. ورغم أن عضو البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجل أكد أن السياسة النقدية الحالية مناسبة وأن التضخم يقترب من هدف 2%، فإن الأسواق فسّرت تصريحاته على أنها تميل إلى الحذر أكثر من التفاؤل، خاصة في ظل استمرار الضعف في مؤشرات النمو.
على الجانب الآخر، لا يتمتع الجنيه الإسترليني بقاعدة دعم قوية رغم تراجع اليورو، إذ يواجه ضغوطاً من تزايد توقعات خفض الفائدة من بنك إنجلترا بحلول نهاية العام. تشير استطلاعات بنك إنجلترا الأخيرة إلى أن الشركات تتوقع استقرار التوظيف دون نمو كبير، ما يعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي في المملكة المتحدة. وفي الوقت نفسه، تزيد الأزمة السياسية في فرنسا من الضغط على العملة الأوروبية الموحدة بعد استقالة رئيس الوزراء سباستيان لوكورنو، مما يهدد بمزيد من عدم الاستقرار المالي في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو. وفي ظل هذه العوامل المتشابكة، يُتوقع أن يبقى زوج EUR/GBP في نطاق تداول محدود بين 0.8650 و0.8700 على المدى القريب، مع ميل طفيف نحو الهبوط إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأوروبية في إظهار الضعف.