يواصل زوج اليورو/الإسترليني (EUR/GBP) تداولاته الإيجابية فوق مستوى 0.8750 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة ليوم الأربعاء، محققاً مكاسب محدودة قرب 0.8785 في ظل ترقب الأسواق لاجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) المقرر يوم الخميس. من المتوقع أن يبقي المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الثالث على التوالي، في وقت بدأت فيه مؤشرات الاقتصاد في منطقة اليورو بإظهار بعض علامات الاستقرار، بينما يظل معدل التضخم تحت السيطرة. وتتجه الأنظار إلى المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك كريستين لاجارد بحثاً عن أي تلميحات تتعلق بمسار السياسة النقدية خلال العام القادم.
الأسواق تسعّر بالفعل احتمالية بنسبة 80% لخفض أسعار الفائدة في عام 2026، مقارنةً بشهر سبتمبر الماضي حين كانت التصريحات المتشددة من البنك قد دفعت المتداولين لاستبعاد أي تيسير في الأفق القريب. لكن إذا تبنت لاجارد لهجة أكثر حذراً أو لمّحت إلى احتمال تخفيف السياسة النقدية في وقت أقرب، فقد يشهد اليورو بعض الضغوط البيعية. في المقابل، يتأثر الجنيه الإسترليني (GBP) سلباً ببيانات تضخم أسعار المتاجر في المملكة المتحدة، والتي أظهرت تراجعاً إلى 1% في أكتوبر مقابل 1.4% في الشهر السابق، بحسب رابطة التجزئة البريطانية (BRC). كما جاءت بيانات التضخم العامة (CPI) الأسبوع الماضي أضعف من المتوقع، مما عزز التوقعات بأن بنك إنجلترا (BoE) قد يتجه إلى تخفيف السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
وتضاف إلى هذه الصورة الضبابية المخاوف السياسية في فرنسا، بعد أن خفّضت وكالة ستاندرد آند بورز (S&P) التصنيف الائتماني للبلاد درجة واحدة، مشيرة إلى عدم الاستقرار السياسي الذي قد يعرقل جهود الحكومة لإصلاح ماليتها العامة، وهو ما يشكل ضغطاً إضافياً على اليورو في الأجل القصير. بشكل عام، يبقى الاتجاه الصاعد لزوج EUR/GBP قائماً طالما حافظ على استقراره فوق منطقة الدعم 0.8750، بينما يعتمد المسار القادم إلى حد كبير على نبرة البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه المرتقب يوم الخميس.