يواصل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) خسائره للجلسة الثانية على التوالي، متداولاً بالقرب من 60.70 دولار للبرميل خلال التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء. يأتي هذا التراجع رغم القرار الداعم من منظمة أوبك (OPEC) وحلفائها بتعليق زيادة الإنتاج في مطلع العام المقبل، وهو ما يعكس استمرار تأثير العوامل النقدية والاقتصادية العالمية على أسعار الطاقة. السبب الرئيسي وراء ضعف أسعار النفط يعود إلى تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية، بعد تصريحات جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار إلى أن خفض الفائدة في ديسمبر غير مضمون وأن البنك يفضل الانتظار ومراقبة البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوة جديدة. ووفقاً لأداة CME FedWatch، فقد تراجعت احتمالية خفض الفائدة من 94% إلى 65% في غضون أسبوع واحد، ما قلل شهية المستثمرين للمخاطرة وأضعف الطلب على السلع المقومة بالدولار، مثل النفط.
في المقابل، ساهم قرار أوبك وحلفائها، بما في ذلك روسيا، بتجميد زيادة الإنتاج في الحد من خسائر الأسعار، إذ رأى محللو بنك أوف أمريكا (BofA) أن الخطوة تشير إلى وعي المنظمة بمخاطر تخمة المعروض وسعيها لتجنب هبوط الأسعار إلى ما دون مستوى 50 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من استمرار مخاطر الإمدادات بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على شركات النفط الروسية مثل “روسنفت” و”لوك أويل”، ما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في السوق. بوجه عام، تبقى أسعار النفط عالقة بين ضغوط السياسة النقدية الأمريكية من جهة، ومحاولات أوبك لتحقيق توازن السوق من جهة أخرى، مما يجعل نطاق التداول الحالي حول 60 دولاراً نقطة اختبار رئيسية لاتجاه الخام في المدى القريب.