شهدت أسواق النفط جلسة متقلبة يوم الأربعاء، حيث تعرض خام برنت لضغوط بيعية أنهت التداولات على انخفاض بأكثر من 1.4% بعد صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) الذي أظهر زيادة في مخزونات النفط الخام بمقدار 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وجاءت هذه الزيادة نتيجة ارتفاع واردات الخام بمقدار 873 ألف برميل يومياً، بحسب محللي السلع في ING، إوا مانثي ووارن باترسون. في المقابل، حمل التقرير بعض الإيجابيات، إذ تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 4.73 مليون برميل لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022، كما انخفضت مخزونات الديزل بمقدار 643 ألف برميل، أي أقل بنحو 8% من المتوسط الموسمي لخمس سنوات. ويرجح الخبراء أن تعود المخزونات إلى الارتفاع تدريجياً في الأسابيع المقبلة مع استئناف المصافي نشاطها بعد موسم الصيانة.
ورغم هذه البيانات المختلطة، تظل النظرة المستقبلية لسوق النفط هبوطية، إذ تشير التوقعات إلى احتمال تسجيل فائض كبير في الإمدادات خلال عام 2026، مما قد يضغط على الأسعار في المدى المتوسط. ومع ذلك، يرى محللو ING أن هناك مخاطر جيوسياسية قائمة، أبرزها احتمال اضطراب تدفقات النفط الروسية، وهو ما قد يحد من الاتجاه الهبوطي المحتمل. وأشار التقرير إلى أن هوامش التكرير القوية ما تزال تشكل دعماً نسبياً للسوق، لكنها تستند بالأساس إلى مخاوف من تراجع المعروض أكثر من كونها نتيجة زيادة في الطلب الفعلي. كما أضاف الخبراء أن مراكز البيع في صندوق الغاز الهولندي TTF وصلت إلى مستويات قياسية مرتفعة، ما يعكس المزاج السلبي السائد بين المستثمرين تجاه قطاع الطاقة في الوقت الحالي.