شهد الجنيه الإسترليني انخفاضاً واضحاً أمام العملات الرئيسية يوم الأربعاء، بعدما أظهرت بيانات التضخم الأخيرة في المملكة المتحدة إشارات على تباطؤ ضغوط الأسعار بشكل أكبر من المتوقع. فقد أوضح مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن معدل التضخم الأساسي – الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة والكحول والتبغ – تراجع إلى 3.5٪ في سبتمبر على أساس سنوي، مقارنة بالتوقعات البالغة 3.7٪، في حين استقر التضخم العام عند 3.8٪. هذه النتائج تشير إلى أن الأسعار لم تعد ترتفع بوتيرة مقلقة كما في السابق، ما يزيد من احتمالات أن يتجه بنك إنجلترا (BoE) إلى تيسير السياسة النقدية عبر خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة.
هذا التراجع في التضخم يأتي بعد بيانات سابقة أظهرت تباطؤاً في نمو الأجور وارتفاع معدل البطالة إلى 4.8٪، وهو ما يعكس ضعفاً تدريجياً في سوق العمل البريطاني. ومع ذلك، يبقى التضخم في قطاع الخدمات ثابتاً عند 4.7٪، مما يشير إلى أن الأسعار في هذا القطاع لا تزال مرتفعة نسبياً. في المقابل، يحافظ الدولار الأمريكي على زخمه الصعودي مدعوماً بتحسن المعنويات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يدعم الطلب عليه كعملة قوية. فنياً، يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) قرب 1.2570 مع استمرار الضغوط البيعية، بينما يُتوقع أن يشكل مستوى 1.2500 دعماً رئيسياً في حال استمرار الاتجاه الهبوطي.