يواصل زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) التداول قرب أدنى مستوياته منذ أشهر عند 1.1590 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الثلاثاء، وسط حالة من العزوف عن المخاطرة تسيطر على الأسواق العالمية. ويأتي هذا الأداء الضعيف للعملة الموحدة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد قيام البلدين بزيادة الرسوم الجمركية المتبادلة على الشحنات البحرية، وهو ما أعاد المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة قد تؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي العالمي. هذا التوتر دفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة كالدولار الأمريكي والذهب، بينما تراجع الإقبال على العملات ذات العوائد المنخفضة مثل اليورو.
من جانب آخر، جاءت بيانات التضخم في ألمانيا لتضيف عبئاً جديداً على العملة الأوروبية، حيث تسارع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.4% في سبتمبر مقارنة بـ2.2% في أغسطس، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يواجه معضلة صعبة بين دعم النمو الاقتصادي ومواصلة كبح التضخم. ورغم أن هذه الأرقام جاءت متماشية مع التقديرات الأولية، إلا أن الأسواق فسّرتها على أنها قد تحد من مرونة السياسة النقدية الأوروبية، وهو ما ضغط أكثر على العملة الموحدة. وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في وقت لاحق اليوم، وسط ترجيحات بأن يُبقي على توقعات خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، مما قد يوسع الفجوة في العوائد بين الدولار واليورو ويزيد من الضغط على الزوج في المدى القريب.