سجل الريال الإيراني أدنى مستوى تاريخي أمام الدولار الأميركي عند نحو مليوني و74 ألف ريال، في ظل توترات سياسية وأمنية متزايدة، تزامناً مع اقتراب خطاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويرتبط هذا الانهيار الحاد للعملة بإعلان المرشد الأعلى علي خامنئي رفضه التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، ما أعاق المساعي الدبلوماسية التي كان بوسع بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي الدفع بها خلال وجودهما في نيويورك. هذا الموقف زاد من المخاوف لدى المستثمرين والمواطنين على حد سواء، في وقت تواجه فيه إيران ضغوطاً اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الأميركية المستمرة وتراجع عائدات النفط.
تطورات الملف النووي لعبت دوراً محورياً في الضغط على الريال. ففي أغسطس الماضي، أحالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى الأمم المتحدة بسبب خروقاتها للاتفاق النووي لعام 2015، ما فعّل آلية “العودة السريعة” التي قد تؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية. وزاد المشهد تعقيداً بعد الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو 2025، والتي تبعتها واشنطن بتصعيد عسكري. وعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن انفتاح بلاده على الحوار، فإن استمرار الرفض الإيراني للتفاوض المباشر يضعف احتمالات التوصل إلى تسوية قريبة. ومع هذا التصعيد، يرى مراقبون أن استمرار تدهور الريال قد يقود إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أعمق، مع ارتفاع معدلات التضخم وتآكل القوة الشرائية للمواطنين.
