لم تحمل قمة واشنطن الأخيرة التي جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة أوروبا والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مفاجآت كبيرة، لكنها أبرزت استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية لكييف، وهو ما قد يمهد الطريق لمحادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، سواء بشكل ثنائي أو بمشاركة أمريكية. ورغم أن هذه التطورات عززت وضوحاً نسبياً في مسار السلام، إلا أن الأسواق ظلت حذرة، إذ لا تزال أصعب المفاوضات في الأفق. على صعيد العملات، شهد الدولار الأمريكي طلباً متزايداً للشراء مقابل اليورو الذي تعرض لضغوط، في إشارة إلى بعض خيبة الأمل من غياب خارطة طريق ملموسة لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، يظل العامل الأكثر تأثيراً في تحركات الدولار هو التطورات الاقتصادية الأمريكية، خصوصاً مع اقتراب ندوة جاكسون هول التي ستحدد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي.
العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية تسعّر بالفعل احتمال خفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، على الرغم من أن بيانات التضخم الأخيرة، خاصة ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في يوليو، أضافت بعض الشكوك. المحللون في ING يرون أن الدولار قد يتعرض لضغوط إضافية مع صدور محضر اجتماع الفيدرالي غداً، خاصة إذا أظهر انفتاحاً أكبر بين الأعضاء نحو التيسير النقدي. في الأجل القصير، ستتجه الأنظار إلى بيانات الإسكان الأمريكية لشهر يوليو، إضافة إلى تصريحات عضو الفيدرالي ميشيل بومان، والتي قد تمنح الأسواق إشارة مبكرة حول حجم الخفض المحتمل في سبتمبر، سواء كان 25 أو حتى 50 نقطة أساس.
