يواصل زوج اليورو/الدولار EUR/USD تحقيق مكاسب متتالية، إذ يتداول بالقرب من مستوى 1.1580 مع اقترابه من الحاجز النفسي 1.1600 خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء. ويأتي هذا الصعود مدفوعاً بضعف الدولار الأمريكي، عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية أضعف من المتوقع دعمت بقوة احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في ديسمبر. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق أصبحت تسعّر أكثر من 84% لاحتمال تنفيذ خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، مقارنة بنحو 50% فقط قبل أسبوع. وقد ساهم التباطؤ الواضح في مبيعات التجزئة الأمريكية—التي ارتفعت بنسبة 0.2% فقط في سبتمبر مقابل 0.6% في أغسطس—في تعزيز المخاوف بشأن تباطؤ الاستهلاك، وهو ما يُعد أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد الأمريكي. كما أظهرت بيانات ثقة المستهلك تراجعاً حاداً من 95.5 إلى 88.7 نقطة في نوفمبر، ما عزز الرؤية بأن الاقتصاد يواجه تحديات تتطلب تيسير السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
وفي المقابل، يجد اليورو دعماً مستقراً وسط حذر المستثمرين تجاه مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. ورغم الضغوط التي تواجه اقتصاد منطقة اليورو، لا يزال البنك المركزي الأوروبي يميل إلى الحفاظ على سياسة نقدية مشددة نسبياً لكبح التضخم المرتفع، مما يوفر دعامة إضافية للعملة الموحدة. كما تساعد المعنويات الأوروبية الحذرة في منع أي تراجع كبير لليورو، خاصة مع بقاء التوقعات غير واضحة بشأن توقيت أول خفض للفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. وفي هذا السياق، يظل الاتجاه الصاعد لزوج EUR/USD قائماً على المدى القصير، إلا أن مستوى 1.1600 يبقى منطقة مقاومة رئيسية قد تحدد ما إذا كان الزوج سيتمكن من توسيع مكاسبه أم سيشهد حركة تصحيحية قبل تسجيل ارتفاعات جديدة.