مؤشر فورتشن 500 ( Fortune 500 ) هو قائمة سنوية تصدرها مجلة “فورتشن” الأمريكية تضم أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الإيرادات. يتم ترتيب الشركات في هذا المؤشر بناء على إجمالي إيراداتها السنوية، وتعتبر هذه الشركات من بين الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي. يشمل المؤشر مجموعة متنوعة من الصناعات مثل التكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والصناعات التحويلية، والخدمات المالية، ما يعكس التنوع الكبير في الاقتصاد الأمريكي. يستخدم مؤشر فورتشن 500 كأداة رئيسية لتقييم قوة الشركات الأمريكية ومدى قدرتها على التأثير في الاقتصاد المحلي والعالمي.
يعتبر المؤشر أيضاً مؤشراً مهماً للمستثمرين والمحللين الماليين، حيث يساعد في تحديد الشركات التي تحقق أداء جيد في السوق، مما قد يعكس استقراراً إقتصادياً وفرصاً استثمارية. يتم تحديث القائمة سنوياً بناءً على نتائج الشركات المالية، وقد تشهد تغييرات كبيرة في ترتيب الشركات نتيجة للتغيرات الاقتصادية أو التوسع والنمو في بعض الشركات
مؤشر فورتشن 500 لا يقتصر على تصنيف الشركات حسب الإيرادات فقط، بل يعتبر أيضاً أداة تحليلية مهمة لتقييم استراتيجيات النمو والتوسع التي تتبعها الشركات الكبرى. فمن خلاله، يمكن للمستثمرين والمحللين الماليين تتبع الاتجاهات السائدة في السوق، مثل التوسع في الأسواق الدولية أو استثمار الشركات في الابتكار التكنولوجي. على سبيل المثال، الشركات التي تبذل جهوداً كبيرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة أو التي تتبنى سياسات استدامة قوية قد تظهر بشكل بارز في قائمة فورتشن 500، مما يسلط الضوء على قدرة هذه الشركات على التكيف مع التحولات الاقتصادية العالمية.
علاوة على ذلك، فإن أداء الشركات في فورتشن 500 غالباً ما يرتبط بتطورات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة وحول العالم. فالعديد من الشركات المدرجة في هذا المؤشر تلعب دوراً محورياً في تحديد ملامح الاقتصاد العالمي، سواء من خلال تأثيرها على أسواق العمل، أو عبر استثماراتها في البحوث والتكنولوجيا. كما أن تحليل الشركات المدرجة في فورتشن 500 يوفر نظرة قيمة على القطاعات التي تشهد نمواً كبيراً، مما يساعد في توجيه قرارات الاستثمارات على المدى الطويل.