التوقيت: 2025-08-13 11:34 مساءً
المدونة

هل تداول السندات آمن اكثر من الأسهم؟

فهرس المحتويات

عند التفكير في الاستثمار طويل الأجل أو حتى متوسط الأجل، يبرز سؤال جوهري: هل السندات أكثر أماناً من الأسهم؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من المستثمرين الجدد وأصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن مزيج بين الأمان والعائد. في هذا المقال، نقدم لك تحليلاً تفصيلياً حول الفروق الجوهرية بين السندات والأسهم، ونوضح لماذا تصنف السندات غالباً كأداة استثمار أكثر أماناً، ومتى قد تكون الأسهم الخيار الأفضل رغم مخاطرها المرتفعة.

تعريف السندات والأسهم باختصار

عند الحديث عن أدوات الاستثمار الأساسية، يبرز مصطلحان رئيسيان هما السندات والأسهم، وكل منهما يمثل نوعًا مختلفًا من الأدوات المالية التي يستخدمها المستثمرون لتحقيق أهدافهم المالية.

تعريف الأسهم

هو ورقة مالية تعبر عن حصة ملكية في شركة معينة. عندما تشتري سهماً، فأنت تصبح مالكاً جزئياً في الشركة، وتشارك في أرباحها وخسائرها، كما يمكنك أن تحصل على توزيعات أرباح في حال قررت الشركة توزيعها. يرتبط أداء الأسهم بشكل مباشر بأداء الشركة، وكذلك بحركة السوق العامة، مما يجعلها أداة استثمار عالية العائد ولكنها أيضاً عالية المخاطر. المستثمر في الأسهم يربح إذا ارتفع سعر السهم أو من خلال الأرباح الموزعة، لكنه قد يخسر جزءاً من استثماره أو كله إذا تدهور أداء الشركة أو تراجعت الأسواق.

تعريف السندات

فهو وثيقة دين تصدرها الحكومات أو الشركات بهدف جمع الأموال من المستثمرين، وتتعهد الجهة المُصدرة للسند بدفع مبلغ القرض الأصلي في تاريخ محدد يُعرف بتاريخ الاستحقاق، بالإضافة إلى فائدة ثابتة أو متغيرة تُعرف باسم “عائد السند” يتم دفعها بشكل دوري (مثلاً كل 6 أشهر أو سنة). لا يمنح السند لحامله أي حقوق ملكية في الجهة المصدِرة، بل هو مجرد دائن يتقاضى فائدة على أمواله. ولهذا تُعد السندات عموماً أقل خطورة من الأسهم، لا سيما إذا كانت صادرة عن جهات حكومية أو شركات قوية مالياً.

إذا، يمكن تلخيص الفرق الجوهري بأن السهم يمثل ملكية ومشاركة في الأرباح والخسائر، بينما السند يمثل قرضاً ثابت العائد مع أولوية في السداد عند الأزمات. هذا الفارق الأساسي هو ما يجعل السندات تعتبر في كثير من الأحيان أكثر أماناً، خاصة في أوقات التقلبات الاقتصادية.

لماذا تعتبر السندات أكثر أماناً؟

السندات تصنف عموماً على أنها أداة استثمار ذات مخاطر أقل من الأسهم، للأسباب التالية:

  • الأولوية في السداد: في حال إفلاس الشركة، يحصل حاملو السندات على حقوقهم قبل المساهمين. بمعنى آخر، المستثمر في السند لديه أولوية على المستثمر في السهم من حيث استرجاع الأموال.
  • عوائد ثابتة ومتوقعة: السندات تدفع فائدة دورية محددة (مثلاً 5% سنوياً)، بينما الأرباح في الأسهم قد توزع أو لا، وقد تكون متفاوتة حسب أرباح الشركة.
  • تذبذب أقل في السعر: أسعار السندات تميل إلى التذبذب بدرجة أقل من الأسهم، خاصة إذا كانت سندات حكومية أو سندات شركات ذات تصنيف ائتماني مرتفع.
  • توفر تصنيفات ائتمانية: السندات تخضع لتصنيفات من وكالات مثل Moody’s أو S&P، ما يساعد المستثمر في تقييم درجة الأمان قبل الشراء.
  • دور واضح في التخطيط المالي المحافظ: السندات تُستخدم في استراتيجيات الحفاظ على رأس المال، خاصة في المحافظ المتوازنة أو عند الاقتراب من التقاعد.

متى تكون الأسهم أكثر ربحاً رغم المخاطر؟

في المقابل، قد لا تكون الأسهم “آمنة” بنفس القدر، لكنها توفر إمكانية تحقيق عوائد أعلى بكثير من السندات، خاصة على المدى الطويل.

أمثلة على ذلك:

سهم شركة تقنية مثل Apple قد يرتفع بنسبة 200% خلال 5 سنوات، بينما سند شركة كبرى بالكاد يعطي 4–6% سنوياً.

الأسهم تستفيد من نمو الشركات، وزيادة الأرباح، وإعادة استثمارها، مما يرفع قيمة السهم على المدى الطويل.

لكن هناك مقابل:

  • احتمالية الخسارة أعلى
  • تذبذب يومي أو شهري حاد
  • لا توجد ضمانات لأرباح سنوية

لذلك، الأسهم قد تكون الخيار الأنسب للمستثمر الجريء الباحث عن النمو، وليس فقط الأمان.

مقارنة مباشرة بين السندات والأسهم من حيث الأمان

مقارنة بين السندات والأسهم
المعيار السندات الأسهم
مستوى الأمان مرتفع (خاصة الحكومية) منخفض إلى متوسط
العائد المتوقع 2% – 6% سنوياً قد يصل إلى 15% أو أكثر، لكن غير مضمون
التذبذب السعري منخفض مرتفع
المخاطر في حالة الإفلاس يحصل صاحب السند على ماله أولاً صاحب السهم يأتي في النهاية
التصنيف الائتماني متوفر ويساعد في تقدير الأمان غير متوفر
الأفق الزمني للاستثمار متوسط إلى طويل طويل الأجل (لتحقيق العائد المرجو)

هل السندات دائماً أكثر أماناً؟

رغم الصورة العامة، ليست كل السندات متساوية في درجة الأمان. مثلا:

  • السندات الحكومية الأمريكية أو الألمانية تُعد من الأصول شبه الخالية من المخاطر.
  • سندات الشركات الصغيرة أو الدول النامية قد تكون محفوفة بالمخاطر وتقدم عوائد مرتفعة لتعويض ذلك.

وبالتالي، إذا اشتريت سنداً من شركة على وشك الإفلاس، فقد تكون مخاطرته أكبر من سهم في شركة عالمية مستقرة.

هل يمكن الجمع بين السندات والأسهم لتحقيق التوازن؟

نعم، وهنا تأتي استراتيجية التنويع، وهي من أهم مبادئ إدارة المحافظ الاستثمارية. الجمع بين الأسهم والسندات يتيح لك تحقيق:

  • نمو طويل الأجل من الأسهم
  • عائد ثابت واستقرار نسبي من السندات
  • تقليل أثر التقلبات السوقية

مثال عملي:

مستثمر شاب قد يخصص 80% للأسهم و20% للسندات.

مستثمر قبل التقاعد قد يعكس النسبة لتصبح 70% سندات و30% أسهم.

كيف تحدد ما إذا كانت السندات تناسبك أكثر من الأسهم؟

قبل اختيار نوع الاستثمار، اسأل نفسك:

  • هل أبحث عن الأمان أم النمو؟
  • هل يمكنني تحمل خسائر مؤقتة؟
  • كم المدة التي أستطيع ترك أموالي فيها دون الحاجة إليها؟
  • ما هدفي من الاستثمار؟ (دخل ثابت؟ حماية رأس المال؟ مضاعفة المال؟)

إن كنت تفضل الاستقرار والعائد الثابت، فقد تكون السندات أنسب لك. أما إذا كان لديك أفق طويل وتحمل للمخاطرة، فقد تكون الأسهم الخيار الأفضل.

بمجرد أن تُحدد الخيار الأنسب لك، سواء الاستثمار في الأسهم بحثاً عن النمو السريع والعوائد الأعلى، أو في السندات بحثاً عن الأمان والاستقرار، يمكنك زيارة قسم أفضل الشركات علي موقع “المراقب” للاطلاع على قوائم مخصصة تضم أفضل شركات تداول الأسهم وأفضل شركات تداول السندات. يوفر الموقع دليلاً شاملاً يضم شركات موثوقة تعمل في الوطن العربي وأيضاً في دول العالم المختلفة، مما يسهل عليك اختيار الشركة التي تناسب احتياجاتك الاستثمارية وظروفك الجغرافية.

خاتمة: السندات أكثر أماناً… لكن هل هذا يعني أنها دائماً الأفضل؟

بالفعل، تعتبر السندات أداة استثمار أكثر أماناً من الأسهم في معظم الحالات، خاصة عند النظر إلى التذبذب والمخاطر. لكنها في المقابل تقدم عوائد أقل، ولا تُناسب من يسعى إلى تنمية رأس ماله بسرعة أو تحقيق أرباح كبيرة. الخيار الأفضل يكمن غالباً في الموازنة بين النوعين، وفقاً لملفك الاستثماري وأهدافك الشخصية. لا تبحث فقط عن “الأمان” بمعزل عن العائد، ولا تسعي فقط وراء العائد دون تقدير للمخاطر. بل ابحث عن التوازن الذكي بين العائد والأمان، وهذا ما توفره الاستراتيجية الاستثمارية المبنية على فهم جيد للسندات والأسهم معاً.

Picture of محمد سمير

محمد سمير

باحث في مجالات الاقتصاد الكلي وتداول الأسهم، يهتم بتقديم محتوى عميق وتحليلي يغطي الأخبار المالية والتقارير الاقتصادية المهمة. يتميز محمد بقدرته على الربط بين الأحداث العالمية وتأثيرها على السوق، مما يضيف بعداً تحليلاً قوياً للمحتوى الذي يقدمه.
شارك المقال لتعم الفائدة
مواضيع ذات علاقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: محتوى محمي. النسخ ممنوع.