أصبحت الحسابات الممولة خياراً جذاباً للمتداولين العرب والعالميين على حد سواء، لأنها تفتح الباب أمامهم للتداول برؤوس أموال كبيرة دون الحاجة إلى امتلاك رأس مال ضخم من البداية. الميزة الأهم في هذه الحسابات ليست فقط تقليل المخاطر المالية على المتداول، بل أيضاً إمكانية الحصول على نسبة من الأرباح الحقيقية التي يتم تحقيقها عند إدارة الحساب بنجاح. لكن السؤال الذي يطرحه معظم المتداولين هو: كم نسبة الربح التي يمكن الحصول عليها في الحسابات الممولة؟ الإجابة ليست واحدة للجميع، إذ تختلف باختلاف الشركة الممولة، ونوع البرنامج، وأداء المتداول نفسه.
كيف يتم تقاسم الأرباح في الحسابات الممولة؟
في الحسابات الممولة، الأرباح لا تذهب كاملة للمتداول، بل يتم تقسيمها بينه وبين الشركة التي وفرت رأس المال. هذا التقسيم يمثل الأساس الذي يقوم عليه نموذج حسابات التداول الممولة، حيث تحصل الشركة على جزء نظير المخاطرة برأس مالها، بينما يحصل المتداول على الجزء الأكبر كمكافأة لجهده ومهاراته. عادة ما يتم الاتفاق على نسبة تقاسم أرباح (Profit Split) محددة منذ البداية، وهي التي تحدد كم سيذهب للمتداول من كل دولار يربحه.
نسب الأرباح الشائعة في السوق
الفئة | النسبة | الوصف |
---|---|---|
البدايات المتوسطة | 50% – 60% | بعض الشركات تبدأ مع المتداولين بنسبة ربح متساوية أو شبه متساوية، حيث يحصل المتداول على نصف الأرباح أو أكثر قليلاً. غالباً في المراحل الأولى بعد اجتياز التقييم، لإعطاء حافز مع الحفاظ على مصلحة الشركة. |
النسب المتقدمة | 70% – 80% | الأكثر شيوعاً في الشركات الممولة الكبرى. يحصل المتداول على نسبة أكبر مقابل إثبات كفاءته والمحافظة على الحساب. بيئة عادلة حيث يحصل المتداول على أغلب العوائد بينما تحتفظ الشركة بجزء لضمان استمرارية البرنامج. |
النسب الممتازة | 90% – 95% | تُمنح للمتداولين المميزين أو من يثبتون استقراراً طويل الأمد. غالباً مشروطة بالوصول إلى مستوى معين من الأرباح أو بعد عدة أشهر من التداول الناجح. تعتبر الأعلى في السوق وتشكل فرصة كبيرة لمن لديهم التزام واستراتيجية قوية. |
ما الذي يحدد نسبة الربح التي ستحصل عليها؟
- الشركة الممولة نفسها: كل شركة لها نظامها الخاص لتوزيع الأرباح. بعض الشركات تبدأ بنسب متوسطة وتمنح نسباً أعلى مع الوقت، بينما أخرى تمنح نسباً عالية منذ البداية.
- نوع الحساب أو البرنامج: بعض البرامج التجريبية أو منخفضة التكلفة تمنح نسباً أقل، الحسابات الأكبر أو المميزة تمنح نسباً أعلى كوسيلة لجذب المتداولين المتميزين.
- أداء المتداول: كلما كان الأداء أكثر استقراراً، زادت فرص الحصول على نسب أعلى. بعض الشركات ترفع نسبة تقاسم الأرباح تدريجيًا كمكافأة للمتداولين الذين يلتزمون بإدارة المخاطر.
- مدة الاستمرارية: الشركات تبحث عن شراكة طويلة الأمد مع المتداول. لذا، من يستمر لأشهر أو سنوات دون خرق القواعد، يحصل على نسب أعلى مع الوقت.
هل نسبة الأرباح وحدها تكفي لتقييم الحساب الممول؟
كثير من المتداولين يركزون فقط على نسبة الأرباح، لكن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية، مثل:
- قواعد السحب: بعض الشركات تضع قيوداً على توقيت سحب الأرباح (شهرياً أو أسبوعياً).
- شروط المخاطرة: نسبة الخسارة المسموح بها قد تكون أصعب من نسبة الربح نفسها.
- الرسوم: رسوم الدخول أو رسوم الاشتراك قد تؤثر بشكل غير مباشر على صافي أرباحك.
إذن، نسبة الربح وحدها لا تعني أن العرض هو الأفضل، بل يجب النظر إلى الصورة الكاملة.
الجانب النفسي للربح في الحسابات الممولة
حتى لو كانت النسبة 50% فقط، يظل المكسب النفسي كبيراً:
- المتداول يحقق أرباحاً دون أن يخاطر برأس ماله الخاص.
- كل دولار يتم ربحه يعد دليلاً على أن مهاراته فعالة ويمكن أن تتحول لمصدر دخل ثابت.
مع مرور الوقت، شعور الثقة والإنجاز يتضاعف، خاصة إذا انتقل المتداول من نسبة متوسطة إلى نسبة عالية مثل 90%.
نصائح عملية لتحقيق أقصى استفادة من نسب الأرباح
- لا تجعل النسبة هي العامل الوحيد عند اختيار الشركة، بل قارن بين القواعد ككل.
- ركّز على الاستمرارية في التداول، فالنسب العالية تأتي مع الوقت.
- لا تغامر فقط لتحقيق ربح أكبر، بل التزم دائمًا بخطة إدارة المخاطر.
- ضع في اعتبارك أن الربح القليل المستمر أفضل من الأرباح الكبيرة المتقطعة.
خاتمة
نسبة الربح التي يحصل عليها المتداول في الحسابات الممولة تختلف بشكل واسع بين الشركات والبرامج، وتتراوح عادةً بين 50% إلى 95%. هذه النسبة قد تتغير مع الوقت بناءً على أداء المتداول، التزامه، واستمراريته في التداول. لكن في النهاية، القيمة الحقيقية للحسابات الممولة ليست فقط في نسبة الربح، بل في إتاحة الفرصة للمتداولين لإدارة رأس مال كبير وتحويل مهاراتهم إلى مصدر دخل حقيقي دون المخاطرة بأموالهم الخاصة.