في عالم التداول، وخاصة عند الاستثمار في المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، يُعتبر مفهوم “السبريد” (Spread) من أهم المصطلحات التي يجب على كل متداول فهمها بدقة. السبريد ليس مجرد رقم يظهر على منصة التداول، بل هو عنصر أساسي يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الصفقة، وبالتالي على الربح أو الخسارة التي يمكن أن يحققها المتداول.
في هذا المقال، سنقوم بشرح ما هو السبريد في تداول المعادن، كيف يتم احتسابه، وما الفرق بين أنواعه، ولماذا يجب عليك الانتباه له عند اختيار شركة التداول أو توقيت الدخول إلى السوق.
جدول المحتويات
- 1 ما هو السبريد في تداول المعادن؟
- 2 لماذا يوجد سبريد في السوق؟
- 3 أنواع السبريد في تداول المعادن
- 4 كيف يؤثر السبريد على ربحك من تداول المعادن؟
- 5 ما هي المعادن التي يكون فيها السبريد عادة أعلى؟
- 6 ما الذي يوسع أو يضيق السبريد خلال اليوم؟
- 7 كيف تختار وسيط تداول مع سبريد مناسب؟
- 8 هل السبريد هو التكلفة الوحيدة في تداول المعادن؟
- 9 خلاصة: السبريد قد يكون الفارق بين الربح والخسارة
ما هو السبريد في تداول المعادن؟
السبريد هو الفرق بين سعر الشراء (Ask) وسعر البيع (Bid) لأداة مالية معينة — في هذه الحالة، المعدن الذي يتم تداوله.
هذا الفرق يُمثل تكلفة التداول غير المباشرة التي يدفعها المتداول للوسيط.
مثال بسيط:
إذا كان سعر شراء الذهب (Ask) هو 1925.00 دولار للأونصة
وسعر البيع (Bid) هو 1924.50 دولار للأونصة
فإن السبريد = 1925.00 – 1924.50 = 0.50 دولار
وهذا يعني أنك إذا اشتريت الذهب في تلك اللحظة، فإنك تبدأ الصفقة بخسارة قدرها 0.50 دولار لكل أونصة، وهو ما يجب أن تغطيه من خلال ارتفاع السعر لتحقيق أي ربح.
لماذا يوجد سبريد في السوق؟
السبريد هو ببساطة جزء من عمولة الوسيط. عوضاً عن فرض رسوم تداول مباشرة على كل صفقة، تقوم معظم شركات التداول بتضمين ربحها داخل السبريد. كلما كان السبريد أوسع، زادت تكلفة الدخول والخروج من الصفقة، وكلما كان أضيق، قلت التكلفة.
السبريد أيضاً يعكس مستوى السيولة والتقلب في السوق:
- الأسواق ذات السيولة العالية (مثل الذهب) عادة ما تكون فيها فروق الأسعار ضيقة.
- الأسواق الأقل نشاطاً أو الأعلى تقلباً قد يكون فيها السبريد واسعاً.
أنواع السبريد في تداول المعادن
هناك نوعان رئيسيان من السبريد:
السبريد الثابت (Fixed Spread)
- لا يتغير باختلاف الوقت أو ظروف السوق.
- يمنح المتداول توقعاً دقيقاً للتكلفة.
- غالباً ما يكون أعلى قليلاً من السبريد المتغير.
- مناسب للمتداولين المبتدئين أو في فترات التقلب.
السبريد المتغير (Floating Spread)
- يتغير حسب العرض والطلب وظروف السوق.
- في الأوقات الهادئة، يكون عادة منخفضاً جداً.
- لكنه قد يتسع بشكل كبير في فترات الأخبار أو التقلبات العالية.
- شائع في الحسابات الاحترافية.
كيف يؤثر السبريد على ربحك من تداول المعادن؟
السبريد يُعتبر نقطة البداية للخسارة في أي صفقة. فكلما زاد السبريد، زادت تكلفة الدخول إلى السوق، وكلما احتجت لتحرك أكبر في السعر لتعويض تلك التكلفة.
مثلاً:
- إذا كان السبريد 1 دولار في تداول الذهب، واشتريت أونصة واحدة، فأنت تحتاج أن يرتفع السعر بأكثر من 1 دولار لتحقيق الربح.
- أما إذا كان السبريد 0.10 دولار فقط، فإنك تحتاج لتحرك بسيط في السوق لتكون في المنطقة الربحية.
وهذا يؤثر بشكل مباشر على استراتيجية التداول التي تعتمدها. فالمتداول اليومي يحتاج لسبريد منخفض جداً، لأنه يعتمد على تحركات صغيرة ومتكررة. بينما المتداول طويل الأجل قد لا يتأثر كثيراً بفارق السبريد طالما يخطط لتحقيق أرباح أكبر على مدى زمني أطول.
ما هي المعادن التي يكون فيها السبريد عادة أعلى؟
ليست كل المعادن متساوية من حيث السيولة. ولهذا، يختلف السبريد بين معدن وآخر:
- الذهب (XAU/USD): عادة ما يتمتع بأضيق سبريد لكونه الأكثر تداولاً.
- الفضة (XAG/USD): سبريد متوسط، أوسع من الذهب قليلاً.
- البلاتين والبلاديوم: سبريد مرتفع نسبياً بسبب انخفاض السيولة.
إذا كنت متداولاً يبحث عن أقل تكلفة، فإن الذهب هو الخيار الأفضل من حيث السبريد، بينما تحتاج إلى توخي الحذر عند التداول في معادن أقل شعبية.
ما الذي يوسع أو يضيق السبريد خلال اليوم؟
حتى في حسابات السبريد المتغير، لا يبقى الفرق ثابتاً طوال الوقت. بل يتغير حسب:
- أوقات السيولة العالية: مثل وقت تداخل الأسواق الأوروبية والأمريكية، يكون السبريد ضيقاً.
- الإعلانات الاقتصادية الكبرى: مثل بيانات الفائدة أو البطالة الأمريكية، حيث يتسع السبريد لتجنب مخاطر السوق.
- ساعات الليل أو العطلات: تقل السيولة ويصبح السبريد أكبر.
لذلك من الأفضل دائمًا تجنب فتح صفقات وقت الأحداث الكبرى، أو التداول في أوقات ضعف السوق لتفادي السبريد العالي.
كيف تختار وسيط تداول مع سبريد مناسب؟
من المهم جدًا اختيار وسيط يقدم سبريداً تنافسياً دون تضليل. إليك ما يجب الانتباه له:
- قارن بين حسابات السبريد الثابت والمتغير.
- راقب السبريد الفعلي أثناء التداول الحقيقي وليس فقط المعلن.
- تحقق من إن كانت هناك عمولات أخرى تضاف إلى السبريد.
- اقرأ تجارب المستخدمين أو اطلب حساباً تجريبياً لاختبار الأداء.
قبل البدء في تداول العملات الرقمية أو اختيار الوسيط المناسب، يُفضل الاطلاع على قسم أفضل شركات تداول بسبريد منخفض، حيث تجد قوائم لأفضل الشركات التي تقدم سبريد منخفض، مما يقلل من تكاليف التداول ويزيد من فرص الربح. يشمل القسم شركات مرخصة في الدول العربية وأوروبا وبعض الدول الأخري، ويُسهل عليك مقارنة الخيارات واختيار الأنسب لاحتياجاتك.
هل السبريد هو التكلفة الوحيدة في تداول المعادن؟
السبريد هو أحد التكاليف، لكنه ليس الوحيد. فهناك:
- العمولة الثابتة في بعض الحسابات (خاصة ECN).
- رسوم التبييت (Swap) في حال إبقاء الصفقة لليوم التالي.
- الانزلاق السعري (Slippage) في فترات التقلب العالية.
- معرفة كل هذه التكاليف يُساعدك في حساب هامش الربح الحقيقي بدقة.
خلاصة: السبريد قد يكون الفارق بين الربح والخسارة
في النهاية، فهم السبريد في تداول المعادن لا يجب أن يكون مجرد مصطلح تتجاوزه أثناء التعلم. بل هو عنصر استراتيجي يؤثر على كل صفقة تفتحها، وعلى استدامة أرباحك على المدى الطويل. كلما كنت أكثر وعياً بالسبريد، كلما عرفت متى تدخل السوق، وأي وسيط تختار، وأي استراتيجية تداول هي الأنسب لك من حيث التكاليف.
