التوقيت: 2025-09-09 10:59 مساءً
المدونة

رسوم ضريبة السحب و التسييل: خدعة كلاسيكية لسلب الأرباح

فهرس المحتويات

من أكثر الخدع شيوعاً في عالم الاحتيال المالي، خصوصاً في مجال التداول عبر الإنترنت، هي ما يُعرف بـ”رسوم ضريبة السحب” أو “رسوم التسييل”. هذه الحيلة القديمة ما زالت فعّالة حتى اليوم، لأنها تستغل جهل المستثمرين الجدد بالإجراءات المالية والقوانين الضريبية، وتجعلهم يظنون أن ما يطلبه النصابون أمر طبيعي. في الحقيقة، لا يوجد أي كيان مالي قانوني يطلب دفع رسوم مسبقة قبل السماح لك بسحب أرباحك. لكن، عبر هذه الخدعة، يتم سلب أموال المتداولين مرّة بعد أخرى دون أن يحصلوا على أي شيء في المقابل.

كيف تعمل الخدعة؟

النصاب يبدأ مع الضحية بخطوات مدروسة:

  • إيهام الضحية بالربح: يُظهر للعميل أرباحاً “وهمية” على حسابه في المنصة المزيفة، قد تصل إلى آلاف أو عشرات الآلاف من الدولارات.
  • مرحلة السحب: عندما يحاول الضحية سحب جزء من هذه الأرباح، يتم إيقاف العملية بحجة أن هناك “رسوم ضريبية” أو “رسوم تسييل” لا بد من دفعها أولاً.
  • الضغط النفسي: يقنعونه بأن هذه الرسوم إلزامية، وأنها ستُخصم من “الأرباح” فقط، لكن يجب دفعها مسبقاً عبر تحويل بنكي أو عملة رقمية.
  • الاحتيال المستمر: بمجرد أن يدفع الضحية الرسوم، يتم اختراع عوائق جديدة: “رسوم مكافحة غسيل الأموال”، “رسوم تأمين”، “رسوم تحويل عملة”، وهكذا حتى يستنزفوا أمواله بالكامل.

لماذا يصدق الضحايا هذه الحيلة؟

السر في نجاح هذه الخدعة يعود إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية:

  • الثقة الزائفة: رؤية أرباح كبيرة على الشاشة يجعل الضحية يصدق أن المال موجود فعلاً.
  • قلة المعرفة: معظم المتداولين الجدد لا يعرفون أن الضرائب والرسوم تُخصم تلقائياً من منصات التداول المرخصة ولا تُدفع يدوياً.
  • الخوف من الخسارة: الضحية لا يريد أن “يضيع” أرباحه، فيفضل دفع جزء صغير ليحصل على الكل.
  • الضغط العاطفي: النصابون يجيدون استخدام كلمات مثل “آخر فرصة” أو “انتهز الفرصة الآن”.

تجارب واقعية

  • م. ن (الإمارات): استثمر 5000 دولار في منصة تداول وهمية، وبعد أن ظهرت له أرباح بقيمة 30 ألف دولار، طلبوا منه دفع 2500 دولار كـ”ضريبة سحب”. دفع المبلغ، لكن الحساب تجمّد بعدها مباشرة وبعدها اكتشف وجود الشركه ضمن القائمة السوداء لشركات التداول.
  • س. ر (السعودية): تم إبلاغه أن عليه دفع 15% من قيمة الأرباح كرسوم تسييل. بعد الدفع، تلقى طلباً جديداً بدفع رسوم مكافحة غسيل الأموال. عندها أدرك أنه وقع في فخ نصب.
  • خ. م (مصر): كلما دفع رسوماً جديدة قيل له إنها الخطوة الأخيرة، حتى خسر أكثر من 20 ألف دولار ولم يسترد قرشاً واحداً ليس هكذا فقط لجأ أيضاً الي محامي ولكنه كان من المحامين النصابين.

العلامات التي تكشف خدعة “رسوم السحب”

قبل أن تدفع أي مبلغ إضافي، تحقق مما يلي:

  • أي منصة تطلب رسوماً مسبقة للسحب فهي مزيفة.
  • وجود أرباح ضخمة غير منطقية مقارنة بالمبلغ المستثمر.
  • التواصل يتم عبر واتساب أو تليجرام وليس عبر قنوات رسمية.
  • استخدام مصطلحات مبهمة مثل: “رسوم تسييل”، “ضريبة أرباح فورية”.
  • تهديد أو ضغط نفسي إذا رفضت الدفع.

كيف تحمي نفسك من هذه الخدعة؟

  • اعرف القاعدة الذهبية: المنصات المرخصة لا تطلب منك أبداً دفع رسوم يدوياً لسحب أموالك.
  • تحقق من الترخيص: أي شركة تداول حقيقية يمكن التحقق من وضعها عبر الهيئات الرقابية الرسمية.
  • استشر مختصاً: قبل دفع أي رسوم، استشر محامياً أو خبيراً مالياً.
  • لا تستسلم للضغط: إذا حاولوا استعجالك بالدفع، فاعلم أنها إشارة قوية على النصب.
  • احذر من الأرباح الضخمة غير الواقعية: إذا بدا الأمر جيداً لدرجة لا تُصدق، فهو غالباً كذلك.

الخسائر النفسية بجانب المالية

الأمر لا يقف عند خسارة المال فقط، بل يمتد إلى:

  • الإحباط وفقدان الثقة في أي استثمار لاحق.
  • الصدمة الاجتماعية حين يكتشف الضحية أنه ضُحك عليه أمام أسرته أو أصدقائه.
  • الوقوع في فخ جديد عبر ما يُعرف بعصابات “استرجاع الأموال”، التي تعرض المساعدة مقابل مبالغ إضافية.

خاتمة

خدعة رسوم ضريبة السحب ورسوم التسييل ليست جديدة، لكنها ما زالت توقع الكثير من المستثمرين في شباك النصابين حول العالم. الوعي بهذه الأساليب هو خط الدفاع الأول ضد أي محاولة للاحتيال. تذكر دائماً: أموالك الحقيقية لا تُفرج عنها بدفع رسوم وهمية، بل تُدار فقط عبر منصات مرخصة تخضع للرقابة القانونية.

Picture of أحمد مكاوي

أحمد مكاوي

خبير في أسواق المال والعملات الرقمية، يتمتع بخبرة طويلة في متابعة تحركات الأسواق العالمية وتقديم محتوى تحليلي موثوق. يكتب أحمد بانتظام عن استراتيجيات التداول، أدوات الاستثمار الحديثة، وتقييم المنصات المالية، مما يجعله مرجعاً مهماً لرواد موقع المراقب.
شارك المقال لتعم الفائدة
مواضيع ذات علاقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: محتوى محمي. النسخ ممنوع.