الزكاة فريضة إسلامية راسخة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتطهير المال، وهي لا تقتصر فقط على النقود أو الممتلكات العقارية، بل تمتد أيضاً إلى الأصول المالية الحديثة مثل الأسهم. ومع اتساع دائرة الاستثمار في بورصة الكويت والأسواق العالمية، يطرح كثير من المستثمرين سؤالاً محورياً: هل تُفرض الزكاة على أرباح الأسهم في الكويت؟ وكيف يمكن احتسابها بطريقة شرعية وعملية؟
في هذا المقال نُسلط الضوء على أحكام الزكاة المتعلقة بالأسهم في ضوء الشريعة الإسلامية، ونُوضح كيف يُمكن للمستثمرين الكويتيين حساب زكاة أموالهم بدقة، وفقاً لأنواع الأسهم التي يملكونها، سواء كانت بهدف المضاربة أو الاستثمار طويل الأجل.
جدول المحتويات
- 1 ما هي الزكاة ولماذا تشمل أرباح الأسهم؟
- 2 هل تُفرض الزكاة على كل أنواع الأسهم في الكويت؟
- 3 متى تجب الزكاة على أرباح الأسهم في الكويت؟
- 4 كيف تُحسب الزكاة على أرباح الأسهم في الكويت؟ (خطوة بخطوة)
- 5 هل الشركات الكويتية تخرج الزكاة نيابة عن المساهمين؟
- 6 كيف أعرف مقدار الزكاة المفترض دفعه عن أسهمي؟
- 7 هل يمكن خصم الزكاة مباشرة من حساب التداول؟
- 8 هل تُحسب الزكاة على الأرباح المعاد استثمارها أو المحتجزة؟
- 9 خلاصة: زكاة أرباح الأسهم في الكويت – مسؤولية دينية ومالية لا تُهمل
ما هي الزكاة ولماذا تشمل أرباح الأسهم؟
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض مالي واجب على المسلم البالغ العاقل الذي يملك النصاب وتَمر عليه سنة قمرية كاملة على ماله. والزكاة لا تقتصر على الأموال النقدية فقط، بل تشمل:
- الذهب والفضة
- عروض التجارة
- الزروع والثمار
- الثروة الحيوانية
- الأسهم والأوراق المالية
وذلك لأن الأسهم تمثل ملكية حقيقية في الشركات، وبالتالي تعتبر من الأموال النامية التي تتولد عنها أرباح وعوائد. ولذلك، تخضع للزكاة إذا بلغت النصاب وتوفرت فيها شروط الوجوب. في الكويت، حيث تنتشر ثقافة الاستثمار في الأسهم، تبرز أهمية فهم كيفية إخراج الزكاة عن هذه الأصول المالية بطريقة صحيحة.
هل تُفرض الزكاة على كل أنواع الأسهم في الكويت؟
الإجابة: نعم، ولكن تختلف طريقة حساب الزكاة حسب نوع الاستثمار والغرض من امتلاك السهم.
هناك نوعان رئيسيان من الأسهم من حيث الزكاة:
- الأسهم التي تُشترى بنية المضاربة (البيع والشراء السريع): ويُقصد بها الأسهم التي يشتريها المستثمر بقصد الربح السريع من تقلبات السعر، أي بدون نية الاحتفاظ طويلاً. هذه الأسهم تعامل معاملة “عروض التجارة”، وتُزكى بقيمتها السوقية في نهاية الحول، بالإضافة إلى أرباحها إن وُجدت.
- الأسهم التي تُشترى بنية الاستثمار طويل الأجل: ويُقصد بها الأسهم التي يحتفظ بها المستثمر للحصول على توزيعات الأرباح السنوية فقط. هنا تُزكى الأرباح النقدية فقط، أما أصل السهم فلا يُزكى إذا كانت الشركة نفسها تُخرج زكاتها، أما إن لم تفعل، فيجب على المستثمر حساب الزكاة بنفسه.
متى تجب الزكاة على أرباح الأسهم في الكويت؟
تجب الزكاة على أرباح الأسهم إذا تحققت الشروط الآتية:
- بلوغ النصاب: والنصاب يقدر حالياً بقيمة ما يعادل 85 جراماً من الذهب الخالص.
- مرور حول قمري كامل: أي أن تظل الأسهم في ملكية المستثمر لمدة سنة هجرية كاملة.
- الملكية الكاملة والتصرف التام: فلا زكاة على الأسهم المرهونة أو المجمدة إلا بعد فكّ الحجز عنها.
- ألا تكون الزكاة قد أُخرجت من قبل الشركة نيابة عن المساهمين: حيث إن بعض الشركات الملتزمة شرعياً تقوم بإخراج الزكاة من صافي أرباحها، وفي هذه الحالة لا يُلزم المساهم بإخراجها مرة أخرى.
كيف تُحسب الزكاة على أرباح الأسهم في الكويت؟ (خطوة بخطوة)
الأسهم المعدة للتجارة (المضاربة)
إذا كنت تشتري وتبيع الأسهم بشكل متكرر بغرض الربح، فعليك ما يلي:
- تقييم محفظتك في نهاية الحول بالقيمة السوقية للأسهم.
- إضافة الأرباح النقدية التي حصلت عليها خلال العام.
- إخراج 2.5% من المجموع الكلي.
مثال عملي
لنفترض أنك تملك أسهماً بقيمة 10,000 دينار كويتي، وحققت أرباحاً نقدية قدرها 500 دينار خلال السنة.
الزكاة المستحقة = (10,000 + 500) × 2.5% = 262.5 ديناراً كويتياً
الأسهم للاستثمار طويل الأجل
في هذه الحالة يُنظر إلى ما إذا كانت الشركة تخرج الزكاة عنك أم لا:
- إذا كانت تُخرج الزكاة: لا تزكي إلا الأرباح النقدية إن لم تُزكَّ.
- إذا لم تُخرج: فعليك أن تزكي نصيبك من الأصول الزكوية داخل الشركة.
ويمكنك الاعتماد على “نسبة الزكاة المحتسبة” التي تصدرها بعض الجهات مثل “بيت الزكاة الكويتي” أو “مركز البحوث الشرعية”.
هل الشركات الكويتية تخرج الزكاة نيابة عن المساهمين؟
ليس جميع الشركات المدرجة في بورصة الكويت تلتزم بإخراج الزكاة الشرعية. الشركات الإسلامية أو المتوافقة مع الشريعة غالباً ما تقوم بإخراج الزكاة، ويعلن ذلك في تقاريرها المالية أو عبر الجهات الشرعية المشرفة عليها. ومن أبرز هذه الجهات:
- هيئة الفتوى والرقابة الشرعية
- بيت الزكاة الكويتي
- هيئة الأسواق المالية في بعض الحالات
إذا أعلنت الشركة أنها أخرجت الزكاة نيابة عن المساهمين، فلا يجب على المساهم إخراج الزكاة عن نفس الأموال مرة أخرى. أما إذا لم تعلن أو كانت شركة تقليدية (غير إسلامية)، فعلى المستثمر إخراج الزكاة بنفسه عن أرباحه ونصيبه من الأصول القابلة للزكاة.
كيف أعرف مقدار الزكاة المفترض دفعه عن أسهمي؟
يُمكنك اتباع إحدى هذه الطرق:
- الرجوع إلى التقارير الشرعية المعتمدة من الشركات المدرجة، والتي قد توضح صافي الأصول الزكوية للسهم.
- استخدام أدوات حساب الزكاة الإلكترونية التي توفرها الجهات الرسمية مثل “بيت الزكاة”.
- استشارة مستشار مالي شرعي أو محاسب متخصص في الزكاة، لتقدير الزكاة المطلوبة بدقة خاصة إن كانت المحفظة معقدة أو متفرعة.
هل يمكن خصم الزكاة مباشرة من حساب التداول؟
بعض شركات الوساطة أو التطبيقات المالية في الكويت تتيح خدمة خصم الزكاة تلقائياً من حساب التداول، وذلك وفقًا لنسبة الزكاة المستحقة، ويتم تحويلها إلى بيت الزكاة أو جهة خيرية معتمدة. هذه الخدمة توفر راحة كبيرة للمستثمر وتضمن التزامه بالواجب الشرعي دون تأخير. لكن يجب التأكد أولًا من:
- أن التطبيق أو الوسيط مرخص من هيئة شرعية
- وجود إذن صريح منك بالسحب
- استلام إشعار رسمي بمقدار الزكاة المدفوعة
هل تُحسب الزكاة على الأرباح المعاد استثمارها أو المحتجزة؟
نعم، تُحسب الزكاة على الأرباح حتى وإن لم تُوزع فعلياً طالما كانت واضحة ومثبتة في ميزانية الشركة. فالأرباح المحتجزة التي لم تُحول إلى حسابك ولكنها محفوظة باسمك تُعد مالاً نامياً ويجب الزكاة عليه، إلا في الحالات التي تُستثمر فيها الأرباح مباشرة في زيادة رأس المال أو توسعة النشاط، ففيها تفصيل فقهى بحسب نية الاستثمار والملكية الفعلية.
خلاصة: زكاة أرباح الأسهم في الكويت – مسؤولية دينية ومالية لا تُهمل
الزكاة على أرباح الأسهم ليست مجرد التزام ديني، بل هي وسيلة لتحقيق البركة في المال والمساهمة في رفاه المجتمع. وبما أن الأسواق المالية أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الأفراد في الكويت، أصبح من الضروري فهم كيفية حساب الزكاة عليها، سواء كان استثمارك بغرض المضاربة أو بهدف الدخل المستمر من التوزيعات. تذكر أن إخراج الزكاة يعكس التزامك الأخلاقي والديني تجاه الآخرين، ويُسهم في إعادة توزيع الثروة بشكل عادل. لذلك، احرص على تتبع استثماراتك، وقم بحساب الزكاة بدقة، واستعن بالمصادر الموثوقة عند الحاجة، سواء عبر مراكز الإفتاء، أو التطبيقات الشرعية، أو الاستشارات المالية المختصة.